ALI
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


http://patmax.info/curseurs/musicien.ani
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لــــــــــــــــــــن أكبر يا بوي؟؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ADMIN
Admin
Admin
ADMIN


ذكر
عدد الرسائل : 133
العمر : 30
مزاجي : لــــــــــــــــــــن أكبر يا بوي؟؟ 214246331
تاريخ التسجيل : 05/07/2008

لــــــــــــــــــــن أكبر يا بوي؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: لــــــــــــــــــــن أكبر يا بوي؟؟   لــــــــــــــــــــن أكبر يا بوي؟؟ Icon_minitimeالجمعة يوليو 25, 2008 1:55 pm

لن أكبر يا أبي





رؤية :

كانت شاردة الذهن

كانت مرعوبة ترتجف خائفة

شبح البعد عن حبيبها ومرفأ عمرها

يتربصُ بها

ارتمت في حضن الذكرى وهي تقول :

هل أصبحتُ كبيرة الآن .. !؟

هل سيحتل حضن والدي غيري .. !؟

هل سينسى والدي طفلته .. !؟

هل سيراني .. .. !؟

فها أنا قابعة هناك في أعماق جسد تلك المرأة

ها أنا حبيسة لصورة هذه الفتاة الكبيرة

فهل سيرى والدي طفلته من خلف هذا الجسد .. !؟

..
~
..

..

كانت غرفة الضيافة تكتظُ بنساء يُشبهن " جدتي "

وكنتُ أقفُ على أطراف اصابعي على نافذة الغرفة

من الفناء الذي تقع هي في وسطه

كانت تلك الضفيرتين الطويلتين تُضايقنني

وكلما نجحت أطراف أصابعي في رفعي مسافة قصيرة

كانت الضفيرتين تحجب الرؤية عند انحناء رأسي

شعرت بي "جدتي " أو ربما كانت تراقب تطفلي

نادتني ..

فركضتُ إليها

ارتميت في حضنها

مسحت رأسي وطبعت قبلتها على جبيني

ثم قدمتني إلى نساء مجلسها

وكم كانت سعادتي وأنا اسمع عبارات المدح والثناء

والعبارة التي رافقتني ذاك المساء كانت عبارة لأول مرة اسمعها

وكم راقت لي لأنها بمثابة جواز المرور

إلى عوالم مغلقة أمام خطواتي الصغيرة

" ما شاء الله أصبحت فتاةٌ كبيرة "

كانت ابتسامتي اكبر من جملة تلك السيدة بجسمها الممتلئ التي تجاور جدتي

وكانت جملتها شهادة حملتها في كل مكان ركضت فيه ذاك اليوم

فكلما خاطبني احدهم

أو تلقيت أوامر من والدتي

أقول لهم بنبرة الاعتزاز والفخر والتأنيب

" لأنهم يتحدثون مع فتاة كبيرة " :

أنا كبيرة الآن فلا تحدثوني ..

حتى عندما أراد والدي أن يقبلني هربت من بين يديه

وأنا أقول له :

أبي أنا فتاة كبيرة الآن


في ذاك المساء تحول البيت كله وحتى أطفال الجيران

إلى مطالبين بحقوقهم من تلك الفتاة الكبيرة

فقد وصلت الشكوى والاعتراضات إلى مسامع والدي

والذي هو أيضا الحضن الذي " اندس " فيه

كلما أثرت غضب من حولي أو شاكست أطفال الجيران

وعندما تلمستُ غضب من حولي وشكوى أطفال الجيران مني

ركضت إليه قبل أن يستدعيني هو على اثر الشكوى التي وصلت له

وعندما اقتربت منه

بدأ وكأنه غير مهتم

لم يعرني اهتمامه

ولم يلتفت لي كعادته

وقفت مرتعبة

وبدأ قلب تلك الفتاة الكبيرة يخفق بشدة

ركضت إليه ارتميت في حضنه

وأنا أوبخه على انشغاله بما في يده رغم حضوري أمامه

لكنه بقي صامت ولم يتحدث

غضبت تلك الصغيرة وبدأت تصرخ فيه

كتم هو ضحكة بدأت واضحة وقال بنبره جاهد أن تكون حازمه :

ألم تقولي بأنكِ الآن كبيرة

ولا داعي للحديث معكِ أو إرشادك أو فرض الأوامر عليكِ

وأنا الآن اعمل بمطالبكِ فالكبيرة لا تحتاج إلى حضن والدها

فلما تركضين الآن إلي وتطالبين بالاهتمام .. !؟

من ذاك المساء وأنا ارفض أن أكون كبيرة

ارفض أن يصبح ذاك الحضن ملك لغيري

فأنا طفلته وهو ملكي

لن أنسى ذاك المساء وأحداثه

لن أنسى تلك الصغيرة عندما رفعت رأسها

ونهضت من حضن والدها

وهي تقول له باكية :

لن اكبر يا أبي

أعدك بأني لن أكون كبيرة


يا مرفأ عمري ..

لا تزال تلك الفتاة الصغيرة تعيش داخلي

لا تزال تسكنني

تقتات من مشاعري الكبيرة

ترفض أحيانا الاعتراف بأنها باتت فتاة كبيرة مسئولة

احتاجُ إليك فلا تغتر بما وصلت له

لا يغرك عمري

ولا يغرك هروبي من لقاءك

فكم اشتاق إلى أحضانك

اشتاق إلى الركض إليك

وأنت تبتسم في وجهي كلما رأيتني قادمة نحوك

اشتاق إلى أن أثير غضب من حولي وأنا مطمئنة

بأنك ستنقذني منهم ستسمح لي بأن اختبأ في حضنك

واستمتع برؤيتهم غاضبين لأنهم لن يصلوا إلي فأنا معك

اشتاق إلى أن أشاكس كل من يغضبني ولا أبالي

لأني اعرف أين سأهرب

سأركض إليك

واجدك تبتسم وتفتح ذراعيك لي

وكأنك تقول :

لا تخشي شيء فأنا معكِ

يا منارة دربي ..

أتعلم .. !!

أبنتك فعلا لم تخشى شيء ولن تخشى شيء

لأنها تعلم أن لها مرفأ ينتظرها

وإن أرغمتها الحياة على الإبحار بعيداً عنك

لن أخشى شيء لأني اعرف أن هناك مرفأ في انتظاري

ومهما طالت السنين فهو لا يبالي بما سيكون عليه حالي

لأنه لا يرى إلا طفلته ذات الضفيرتين وهي تركض إليه

لتختبئ من عالم لم يُفتح لها بعد


يا روحاً بها أكون ..

ليتك تعلم بمدى الرعب الذي يسكنني

كلما ادركتُ بأني فتاة كبيرة

شبح البعد عنك مرعب

وبات يسكنني رغم قربي منك

كلما ضاق بي الحال وأغلقت الدنيا أبوابها في وجهي

أتذكر وجهك ويديك وهي تنتظر عناقي

فاركض إليك لكن ذاك المشهد يأبى أن يكتمل

فتبتسم كعادتك ممازحاً :

ألم تعديني بأنكِ لن تكبري .. ؟


والدي الحبيب ..

يا مرفأ عمري

ومنارة دربي

طفلتك كما وعدتك لم تكبر

ولن تتجرأ في يوم أن تكبر

لأنها تخشى أن يحتل حضنك غيرها

وتصبح أنت ملكاً لسواها

فلا زالت طفلتك ذات الضفيرتين

هاهي تركض إليك فهل تراها .. !؟



~ ~ .. وقفه .. ~ ~



حلم الطفولة يسكننا

لأننا وببساطه

أطفالا نسكن أجساد كبار

فأغمضوا أعينكم

واخطوا تلك الخطوات

واتجهوا نحو الطفل القابع داخلكم

انزعوا رباط عينيه

وفكوا قيد يديه

واتركوه حر طليق

فالحقيقةُ تقول :

بأنكم أطفالا رغم أنف السنين



أبــعـث تحية مغلفة بالورد لقلوبكم ..


[] م / ن []
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ali9.mam9.com
 
لــــــــــــــــــــن أكبر يا بوي؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ALI :: الرئسية :: القصص-
انتقل الى: